"أشتاق للعودة الى المنزل في معلولا..." بهذه الكلمات، تعبّر ريم الخوري عن شغفها الى العودة الى منزلها، هي التي تعيش وأهلها في الشام. اليوم، بعد أن تحرّرت البلدة، أصبح بالإمكان تحقيق هذا الحلم الذي كان منذ برهةٍ من الزمن مستحيلاً...
تعود ريم بالذاكرة الى الأيام الأولى للهجوم على معلولا، ففي ليلة ظلماء إستفاق سكان هذا المكان التاريخي الديني المحفور بالصخور، على أصوات الرصاص ونحيب النساء وهنّ يرددن "سقطت معلولا في أيدي التكفيريين!". وتقول: "تباعاً هجر سكان تلك البلدة منازلهم، لتبقى تلك القرية التاريخية واحة للقتال... ووحدها عزيمة "المقاومين" ودماء الشهداء التي روت تراب تلك الأرض المقدسة إستطاعت أن تعيد معلولا الى حضن الوطن".
إنتهت المعارك ولكن العودة ستستغرق وقتاً، هذا ما تشير اليه ريم الخوري لـ"النشرة" وهي ابنة عضو مجلس الشعب السوري عن معلولا كرم الخوري، لافتةً الى أن "معلولا اليوم تشبه "مدينة الأشباح"، فأهلها هربوا الى مناطق سورية أخرى خوفاً من القتل. وتتابع: "منزلنا يقع بالقرب من دير مار تقلا الأثري، هذا الدير الذي يحمل تاريخه بحجارته، خرّبوا منزلنا ودخلوا الى الدير وعبثوا فيه". وتشرح أن "الأضرار التي لحقت بالمنازل ودور العبادة كبيرة وهي تحتاج الى الترميم".
هذا ما يؤكده بدوره بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام لـ"النشرة"، مشيراً الى أن "بعضًا من المنازل خُرّب فيما البعض الآخر تم احراقه وهنا لا بدّ من إعادة إعمار البلدة ليتمكن السكان من الرجوع". ويضيف: "أسباب عديدة تمنع السكان من العودة بسرعة وإحداها أن أغلبهم إستقروا في الشام ويرسلون أولادهم الى المدارس وبالتالي لا يمكنهم العودة الى قريتهم قبل إنتهاء العام الدراسي".
صحيح أن الدمار اللاحق بالمنازل كبير... ولكن بحسب ريم فمعلولا كما كلّ المدن السورية ستتجاوز أزمتها، خصوصاً أننا "مصرّون على العودة الى منازلنا وعلى ألاّ نسمح لأحد بأن يمحوا تاريخنا ويغيّر حياتنا، وسنبقى نتحدث "الآرامية"، وسنحافظ على معالمنا وسنعيد إعمار بيوتنا". وتلفت الى أن "الدولة ستقوم بدراسة هندسية لكيفية إعادة بناء البلدة وستساعد الناس في إعادة الإعمار".
مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع، تعيش معلولا "عرس تحريرها" من "الارهاب" الذي طرق بابها على غفلة لينتهك حرماتها ويستبيح كنائسها وأديارها... اليوم سيرتفع الصليب على تلال تلك البلدة الأثرية من جديد وسيتمكن سكانها من نفض غبار الحرب عنهم، لتبدأ رحلة العودة التي قد لا تكون سهلة في ظل إستمرار الأزمة بسوريا...